القدير
كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يُبَلِّغُني أحد من أصحابي عن أحد شيئا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر».
[ضعيف الإسناد.] - [رواه أبو داود والترمذي.]
في هذا الحديث الشريف نهي النبي ﷺ أصحابه عن نقل الكلام الذي يؤدي إلى تأثر النفس سلبا بما تسمعه عمن نقل عنه الكلام. فالمطلوب من المسلم الستر على أخيه المسلم والتجاوز عن أخطائه، وعدم نقلها للآخرين؛لأنه إن لم يفعل ذلك انتشرت العداوة والبغضاء وعدم سلامة الصدر في أفراد المجتمع الإسلامي. وهذ مما يبغضه الله -تعالى- ولا يرضاه.
لا يُبَلِّغُني أحد من أصحابي عن أحد شيئا | أي مما أكرهه له، أو يعود عليه بضرر. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".