المؤخر
كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...
عن سعيد بن جبير أن رسول الله ﷺ قتل يوم بَدْرٍ ثلاثةَ رَهْطٍ مِن قريش صَبْرا: المُطْعِم بن عَدِي والنَّضر بن الحارث وعُقبة بن أبي مُعَيْط، فلمّا أَمَرَ بِقتل النَّضر قال المِقدادُ بنُ الأسود: أَسِيري يا رسول الله، قال: إنه كان يقول في كتاب الله وفي رسول الله ما كان يقول، فقال: ذاك مَرَّتَين أو ثلاثة، فقال رسول الله ﷺ: «اللهم أَغْنِ المِقداد مِن فضلك» وكان المقداد أَسَرَ النضر.
[ضعيف.] - [رواه أبو داود في المراسيل.]
هذا الحديث فيه أن النبي ﷺ قتل ثلاثةً من المشركين من أسرى غزوة بدر صبراً, أي: محبوسين, وذلك لكُفرهم بالله عز وجل وأذيتهم المسلمين, وهم: طعيمة بن عدي, أما المطعِم فهذا غلط, والثاني النضر بن الحارث, والثالث: عقبة بن أبي معيط, كلهم من قريش وكانوا مؤذِين للرسول ﷺ, ومُؤذِين للمسلمين في مكة, فلما نصره الله عليهم في بدر أسرَ منهم سبعين, وقتلَ منهم سبعين في المعركة من رؤسائهم, ومن جُملة الأسرى هؤلاء الثلاثة, فدلَّ على أن وليَّ الأمر له أن يقتل الأسرى إذا رأى المصلحةَ في ذلك.
قتل يوم بَدْرٍ | أي: بعد نهاية المعركة وأخذِ الأسارى. |
رَهْط | ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة. |
صَبْرا | أَنْ يُحْبَس وَيُرْمى حتى يموت. |
المطعم بن عدي | قوله: المطعم بن عدي. تحريف، والصواب طَعيمة بن عدي، والحقيقة أنَّ طَعيمة قتل في معركة بدر، وأنه لم يكن مع الأسرى. |
إنه كان يقول في كتاب الله وفي رسول الله ما كان يقول | أي أنه كان يؤذي الرسول -صلى الله عليه وسلم-, ويؤذي المسلمين في مكة. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".