العظيم
كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...
الإِرْبَةُ: في الأَصْلِ الذي أُخِذَتْ مِنهُ الإِرْبَةُ قَوْلانِ: أحَدُها: أنّها مَأخُوذَةٌ مِن الأَرَبَ، وهو: الحاجَةُ والبُغْيَةُ، يُقالُ: أَرِبَ الرَّجُلُ إلى الشَّيءِ، يَأْرَبُ، أرَباً، وإرْبَةً: إذا احْتاجَ إليهِ، والجَمْعُ: مَآرِبُ، أي: حَوائِج. الثّاني: أنّها مَأخُوذَةٌ مِن العَقْلِ، والدَّهاءِ، والبَصَرِ بالأُمورِ، ومنه قولهم: أَرُبَ، أَرابَةً، فهو أَرِيبٌ: إذا كان عاقِلاً.
يَرِد مُصطلَح (إِربَة) عند الفُقَهاء في مواطِنَ كثيرة، منها: كتاب الصَّلاة، عند الكلامِ على مَن يَجِبُ على المرأةِ التَّسَتُّرُ عنه، وفي كتاب الحجِّ، حالَ الكلامِ عن اشْتِراطِ المحْرَمِ لِسَفَرِ الحجِّ، أو السَّفَرِ جُمْلَةً.
أرب
اشْتِهاءُ النِّساءِ والحاجَةُ إِلَيْهِنَّ.
الإِرْبَةُ: المَيْلُ إِلى النِّساءِ واشْتِهاؤُهُنّ والرَّغَبَةُ فيهِنَّ، والحاجَةُ إِلى ذلك، سَواءٌ كان ذلك بِجِماعٍ، أو مُجَرَّدَ اسْتِمْتاعٍ، وأُولو الإِرْبَةِ: هُم الرِجالُ الذين يَشْتَهُونَ النِّساءَ.
الإِرْبَةُ: الحاجَةُ والبُغْيَةُ، والجَمْعُ: مَآرِبُ، أي: حَوائِج، ومِن مَعانيها:، العَقْلُ والبَصَرُ بالأُمورِ.
* العين : (8/298)
* تهذيب اللغة : (5/147)
* المحكم والمحيط الأعظم : (10/288)
* المحيط في اللغة : (2/439)
* معاني القرآن وإعرابه للزجاج : (4/42)
* مشارق الأنوار : (1/26)
* جامع البيان (تفسير الطبري) : (17/266)
* البناية شرح الهداية : (12/133)
* المطلع على ألفاظ المقنع : (ص 387)
* الكليات : (ص 80)
* معجم لغة الفقهاء : (ص 53)
* معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية : (1/130) -
التَّعْرِيفُ:
1 - الإِْرْبَةُ لُغَةً: الْحَاجَةُ، وَالْجَمْعُ الإِْرَبُ. يُقَال: أَرِبَ الرَّجُل إِلَى الشَّيْءِ إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ فَهُوَ آرِبٌ (1) . وَاصْطِلاَحًا: الْحَاجَةُ إِلَى النِّسَاءِ (2) .
الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
غَيْرِ أُولِي الإِْرْبَةِ:
2 - قَال الْفَخْرُ الرَّازِيُّ: قِيل: هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَكُمْ لِيَنَالُوا مِنْ فَضْل طَعَامِكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِهِمْ إِلَى النِّسَاءِ، لأَِنَّهُمْ بُلْهٌ لاَ يَعْرِفُونَ مِنْ أَمْرِهِنَّ شَيْئًا، أَوْ شُيُوخٌ صُلَحَاءُ إِذَا كَانُوا مَعَهُنَّ غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ
. وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْخَصِيَّ وَالْعِنِّينَ وَمَنْ شَاكَلَهُمَا قَدْ لاَ يَكُونُ لَهُ إِرْبَةٌ فِي نَفْسِ الْجِمَاعِ، وَيَكُونُ لَهُ إِرْبَةٌ قَوِيَّةٌ فِيمَا عَدَاهُ مِنَ التَّمَتُّعِ، وَذَلِكَ يَمْنَعُ مِنْ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمُرَادَ. فَيَجِبُ أَنْ يُحْمَل الْمُرَادُ عَلَى مَنِ الْمَعْلُومُ مِنْهُ أَنَّهُ لاَ إِرْبَةَ لَهُ فِي سَائِرِ وُجُوهِ التَّمَتُّعِ، إِمَّا لِفَقْدِ شَهْوَةٍ، وَإِمَّا لِفَقْدِ الْمَعْرِفَةِ، وَإِمَّا لِلْفَقْرِ وَالْمَسْكَنَةِ، فَعَلَى هَذِهِ الْوُجُوهِ الثَّلاَثَةِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فَقَال بَعْضُهُمْ: هُمُ الْفُقَرَاءُ الَّذِينَ بِهِمُ الْفَاقَةُ، وَقَال بَعْضُهُمْ: الْمَعْتُوهُ وَالأَْبْلَهُ وَالصَّبِيُّ، وَقَال بَعْضُهُمْ: الشَّيْخُ، وَسَائِرُ مَنْ لاَ شَهْوَةَ لَهُ، وَلاَ يَمْتَنِعُ دُخُول الْكُل فِي ذَلِكَ. عَلَى أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي - كَمَا قَال أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ - أَنْ يَشْمَل ذَلِكَ (الصَّبِيَّ) ، لأَِنَّهُ أُفْرِدَ بِحُكْمٍ يَخُصُّهُ. وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {مِنَ الرِّجَال أَوِ الطِّفْل الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} . (3)
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
3 - الرَّأْيُ الرَّاجِحُ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّ الْخَصِيَّ وَالْمَجْبُوبَ وَالشَّيْخَ وَالْعَبْدَ وَالْفَقِيرَ وَالْمُخَنَّثَ وَالْمَعْتُوهَ وَالأَْبْلَهَ فِي النَّظَرِ إِلَى الأَْجْنَبِيَّةِ كَالْفَحْل (أَيْ كَصَاحِبِ الإِْرْبَةِ) لأَِنَّ الْخَصِيَّ قَدْ يُجَامِعُ وَيَثْبُتُ نَسَبُ وَلَدِهِ، وَالْمَجْبُوبُ يَتَمَتَّعُ وَيُنْزِل، وَالْمُخَنَّثُ فَحْلٌ فَاسِقٌ، وَأَمَّا الْمَعْتُوهُ وَالأَْبْلَهُ فَفِيهِمَا شَهْوَةٌ، وَقَدْ يَحْكِيَانِ مَا يَرَيَانِهِ (4) . وَقَال الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ، وَهُوَ رَأْيٌ لِلْحَنَفِيَّةِ: حُكْمُ غَيْرِ أُولِي الإِْرْبَةِ حُكْمُ الْمَحَارِمِ فِي النَّظَرِ إِلَى النِّسَاءِ، يَرَوْنَ مِنْهُنَّ مَوْضِعَ الزِّينَةِ مِثْل الشَّعْرِ وَالذِّرَاعَيْنِ، وَحُكْمُهُمْ فِي الدُّخُول عَلَيْهِنَّ مِثْل الْمَحَارِمِ أَيْضًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِْرْبَةِ مِنَ الرِّجَال} . (5)
__________
(1) المصباح المنير، ولسان العرب مادة (أرب)
(2) تفسير الفخر الرازي 23 / 208 ط عبد الرحمن محمد.
(3) تفسير الفخر الرازي 23 / 208. وأحكام القرآن لابن العربي " 3 / 1362، والآية من سورة النور / 31
(4) ابن عابدين 5 / 239 ط بولاق الأولى، والطحطاوي على الدر 4 / 186 ط المعرفة، وروح المعاني 18 / 144 ط المنيرية.
(5) حاشية الطحطاوي على الدر 4 / 186. والحطاب 1 / 500 - 501 ط ليبيا، والبجيرمي على الخطيب 3 / 314 ط المعرفة، والمغني 7 / 462 ط الأولى المنار. والآية من سورة النور / 31
الموسوعة الفقهية الكويتية: 8/ 3
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".