الغفار
كلمة (غفّار) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (غَفَرَ يغْفِرُ)،...
عن عمر بن أبي سلمة قال: كنتُ غُلاما في حَجْرِ رسول الله ﷺ، وكانتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَة، فقالَ لِي رسول الله ﷺ: «يا غُلامُ، سمِّ اَلله، وكُلْ بِيَمِينِك، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ» فما زَالَتْ تِلك طِعْمَتِي بَعْدُ.
[صحيح.] - [متفق عليه.]
كان عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما ابنَ زوجة النبي ﷺ أم سلمة رضي الله عنها, وكان في تربيته وتحت رعايته, وقد ذكر من حاله في هذا الحديث أنه كان أثناء الأكل يحرك يديه في جوانب القصعة ليلتقط الطعام, فعلَّمه النبي ﷺ في هذا الحديث ثلاثة آداب من آداب الأكل: أولها: قول "بسم الله" في بداية الأكل. وثانيها: الأكل باليمين. وثالثها: الأكل مما يليه؛ لأن أكله من موضع يد صاحبه سوء أدب, قال العلماء: إلا أن يكون الطعام أنواعًا مثل أن يكون فيه قرع وباذنجان ولحم وغيره, فلا بأس أن تتخطى يدك إلى هذا النوع أو ذاك, وكذلك لو كان الإنسان يأكل وحيدًا فلا حرج أن يأكل من الطرف الآخر لأنه لا يؤذي أحدًا في ذلك.
حجر | بفتح الحاء, أي في تربيته وتحت رعايته وحضانته. |
تطيش في الصحفة | أحركها وأمدها إلى جوانب القصعة لألتقط الطعام, ولا أقتصر على موضع واحد. |
غلام | هو الصبي من الولادة إلى سن البلوغ. |
سم الله | قل: "بسم الله" عند بدء الأكل. |
يليك | من الجانب الذي يقرب منك من الطعام. |
تلك طعمتي | صفة أكلي وطريقتي فيه. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".