المليك
كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...
عن أبي جُحَيْفَة رضي الله عنه قال: كنتُ عند النبي ﷺ فقال لرجل عنده: «لا آكُلُ وأنا مُتَّكِئ».
[صحيح.] - [رواه البخاري.]
يخبر أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي رضي الله عنه في هذا الحديث أن النبي ﷺ لم يكن من هديه أن يأكل متكئًا, بأن يعتمد على أحد جنبيه بمتكإ من وسادة أو غيرها، أو بأن يضع إحدى يديه على الأرض ويعتمد عليها, بل كان عليه الصلاة والسلام يتوقى هذه الجلسة, لأن هذه الهيئة تستدعي كثرة الأكل الذي يوجب الثقل وعدم النشاط, ولما يترتب عليها من المضار الجسمية؛ لأنه إذا أكل متكئًا يكون مجرى الطعام متمايلًا ليس مستقيمًا, فلا يكون على طبيعته فربما حصل ضرر من ذلك, كما أن الاتكاء أثناء الأكل من الهيئات التي تدل على الكبر وتنافي التواضع.
متَّكِئ | الاتِّكَاءً: الميل في القعود معتمدًا على أحد الشقين, أو بأن يعتمد على يده اليسرى من الأرض. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".