الحكم
كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن توضأ فأحسنَ الوُضوء، ثم أتى الجمعةَ فاسْتمعَ وأَنْصَتَ غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعة وزيادةُ ثلاثة أيام، ومَن مَسَّ الحَصا فقد لَغا».
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
من توضأ فأحسن وضوءه بإتمام أركانه والإتيان بسننه وآدابه، ثم أتى المسجد ليصلي الجمعة فاستمع الخطبة وسكت عن الكلام المباح، غفر له صغائر الذنوب من حين صلاة الجمعة وخطبتها إلى مثل الوقت في الجمعة الماضية، وزيادة عليها ذنوب ثلاثة أيام، ومن مس الحصا وفي معناه سائر العبث في حال الخطبة فقد أسقط ثواب الجمعة.
أحسن الوضوء | أتى به تامًّا بأركانه وسننه وآدابه. |
أتى الجمعة | أي: أتى المسجد ليصلي صلاة الجمعة، وسميت الجمعة لاجتماع الناس لها. |
وأنصت | أي: سكت سكوت مستمع. |
وزيادة ثلاثة أيام | أي: زيادة عليها ذنوب ثلاثة أيام. |
لغا | من اللغو، وهو في الأصل الكلام الباطل والذي لا فائدة فيه.والمراد هنا: أنه أسقط ثواب الجمعة. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".