المتين
كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...
«إن أخوف ما أخاف إذا لقيت ربي تبارك وتعالى أن يقول لي: قد علمتَ فماذا عملتَ فيما علمت». أَبُو الدَّرْدَاء "الزهد" لأحمد بن حنبل (ص170).
«الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيته بينك وبين معصيته، فتلك الخشية». سَعيد بن جُبَير "الزهد" لابن المبارك في زيادة نعيم بن حماد (ص35).
«الّذي يهيجُ من الخوف حتى يسكُن في القلب دوام المُراقبة في السر والعلانية». ابن المُبَارَك "الرسالة القشيرية" للقشيري (1 /348).
«ينبغي للقلبِ أن لا يكون الغالبُ عليه إلا الخوف، فإنّه إذا غلب الرّجاءُ على القلبِ فسد القلب». سُلَيمان الدَّاراني "الرسالة القشيرية" للقشيري (1 /349).
«ومَنْ يَنتحِبْ مِنْ خَشيَةِ اللَّهِ قُلْ لَهُ*****طَفَأْتَ لَظَى وَاحْرَزْتَ كلَّ التَّعَبُّدِ فعَينٌ بَكَتْ مِنْ خشيَةِ اللَّهِ حُرِّمَتْ*****على النارِ في نَصِّ الحديثِ الْمُسَدَّدِ». المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص67).
دع جُفُوني يحقُّ لي أن أنوحا*****لم تدع لي الذنوب قلبًا صحيحا أخلقَتْ بهجتي أكفُّ المعاصي*****ونَعَانِيْ المشيب نعيًا فصيحا كلما قلتُ قد برا جُرحُ قلبيْ*****عادَ قلبِي من الذنُوبِ جَريحا إنما الفوزُ والنعيمُ لعبدٍ*****جاء في الحشر آمنًا مُسترِيحا محمد بن أحمد بن يحيى، أبو عبد الله العثماني الديباجي "المنتظم" لابن الجوزي (17/279-280).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".