المقدم
كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...
قال الله تبارك وتعالى ﴿واللاتي تخافون نشوزهن﴾ [النساء: 34] في ذلك دلالة على اختلاف حال المرأة فيما تعاتب فيه وتعاقب عليه، فإذا رأى منها دلالة على الخوف من فعل أو قول وعظها، فإن أبدت نشوزًا هجرها، فإن أقامت عليه ضربها، وقد يحتمل ﴿تخافون نشوزهن﴾ [النساء: 34] إذا نشزن فخفتم لجاجتهن في النشوز يكون لكم جمع العظة والهجر والضرب. الإِمَام الشَّافِعي "مختصر المزني" كما في شرحه "بحر المذهب " (9 /563).
وطاعةَ الاستمتاعِ للزَّوْجِ أَوْجِبَنْ*****بإغضابِهِ يُغْضَبْ عليها وتُبْعَدِ فمَنْ أَغْضَبْتَ زَوْجًا بعِصْيَانِها تَبِتْ*****مَلائكةُ الرحمنِ تَلْعَنُها، اسْنِدِ المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص95).
فالواجب على المرأة أن تطلُبَ رضا زوجِها، وتجتنب سخطه، ولا تمتنِع منه متى أرادها الذَّهَبي "الكبائر " (2 /222).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".