جُدّة
بالضم، والتشديد والجدّة في الأصل الطريقة، والجدّة الخطة التي في ظهر الحمار تخالف سائر لونه. وجدّة: بلد على ساحل بحر اليمن، وهي فرضة مكة، بينها وبين مكة ثلاث ليال عن الزمخشري، وقال الحازمي: بينهما يوم وليلة، وهي في الإقليم الثاني، طولها من جهة المغرب أربع وستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها إحدى وعشرون درجة وخمس وأربعون دقيقة قال أبو المنذر: وبجدّة ولد جدّة بن حزم بن ريّان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة فسمي جدّة باسم الموضع قال: ولما تفرقت الأمم عند تبلبل الألسن صار لعمرو بنمعدّ بن عدنان، وهو قضاعة، لمساكنهم ومراعي أغنامهم جدّة من شاطئ البحر وما دونها إلى منتهى ذات عرق إلى حيز البحر من السهل إلى الجبل، فنزلوا وانتشروا فيها وكثروا بها قال أبو زيد البلخي: وبين جدّة وعدن نحو شهر، وبينها وبين ساحل الجحفة خمس مراحل وينسب إلى جدّة جماعة، منهم: عبد الملك بن إبراهيم الجدّي وعلي بن محمد بن علي بن الأزهر أبو الحسن العليمي المقري القطّان، يعرف بالجدّي، سمع أبا محمد بن أبي نصر وأبا الحسن أحمد بن محمّد العتيقي وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن القطّان، روى عنه عبد الله بن السمرقندي، ومولده سنة 390، ومات سنة 468.
[معجم البلدان]
باب جدة وحدة
أما اْلأَوَّلُ: - بِضَمِّ الجيم وتَشْدِيْدِ الدال المُهْمَلَة: على ساحل البحر، بينهما وبين مَكَّة مسافة يوم وليلةٍ. يُنْسَبُ إِلَيْهِ عبد الملك بن إبراهيم الجُدي ونفرٌ سواه. وأما الثَّاني: - أوله حاءٌ مَفْتُوحةٌ -: وادٍ بتهامة، ويُقَالُ له حد - أيضاً - بإسقاط الهاءِ. 178 - بابُ جُرَشٍ وَجَرَشٍ وَجَوْشٍ وَحَرَسٍ، وَحَرْسٍ وَحَدَسٍ وحِرْسٍ وَخُرْسِي أما اْلأَوَّلُ: - بِضَمِّ الجيم وفتح الراء وآخره شين مُعجمة -: مخلافٌ من مخاليف الْيَمَن تُنسب إِلَيْهِ جَمَاعَة من أهل العلم، منهم الوليد بن عبد الرحمن الجُرشي مولى لآل أبي سفيان الأنصاري، يروي عن جُبير بن نفيرٍ وغيره. وأما الثَّاني: - بِفَتْحِ الجيم والراء -: بلدة بالشام من فتوح شُرحبيل بن حسنة. وأما الثَّالِثُ: - بعد الجيم المَفْتُوحةٌ واو سَاكِنَة -: جبلٌ في بلاد بلقين بن جسر له ذكر في الشعر، قال الْفَرَزْدَق: تَجَاوَزْنَ من جَوْشَيْنِ كُلَّ مَفَازةٍ. . . وهُنَّ سَوَامٍ في الأزمةِ كَالإِجْلِ قال السكري: أراد جوشا وحددا، وهما جبلان في بلاد بلقين بن جسر. وأما الرَّابع: - أوله حاء مُهْمَلَة مَفْتُوحةٌ بَعْدَهَا راء مَفْتُوحةٌ أيضاً: وآخره سين مُهْمَلَة -: قَرْيَة في شرقية مصر تُنسب إليها جَمَاعَة، منهم أَبُو يحيى زكريا بن مُحَمَّد بن صالح بن يعقوب القُضاعي، الحرسي، كاتب عبد الرحمن بن عبد الله العُمري، يروي عن المفضل بن فضالة وابن وهبٍ، توفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومئتين. وأما الخامس: - الراء سَاكِنَة والباقي نحو ما قبله -: ماءٌ لبني عُقيل وقيل: جبلٌ في بلاد عامر بن صعصعة. وأما السادس: - بعد الحاء المَفْتُوحةٌ دالٌ مُهْمَلَة مَفْتُوحةٌ -: بلدٌ من الشام يسكنه قوم من لخم. وأما السابع: - أوله حاء معجمة مَكْسُورَة بَعْدَهَا راءٌ سَاكِنَة -: حصنٌ بأرمينية على البحرن، متصل بشروان، كان مروان بن مُحَمَّد صالح عليه أهله. وأما الثامن: - أوله خاء معجمة مَضْمُومَة ثُمَّ راء سَاكِنَة، وبعد السين ياءُ النسبة -: مربعة الخُرسي ببَغْدَاد، كانت تُنسب إلى الخرسي صاحب شُرطة بَغْدَاد. 179 -
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
جدة (1):
بلد على ساحل مكة شرفها الله تعالى بينهما أربعون ميلاً، وأهلها مياسير وذوو أموال واسعة ولهم موسم قبل وقت الحج مشهور البركة تنفق فيه البضائع المجلوبة والأمتعة المنتخبة، وليس بعد مكة مدينة من مدن الحجاز أكثر من أهلها مالاً، وبها وال من جهة ناحية صاحب مكة يقبض صدقاتها ولوازمها ومكوسها ولها مراكب كثيرة تتصرف إلى جهات كثيرة، ويصاد بها السمك الكثير، والبقول بها ممكنة، وهي من بنيان الفرس بنوا سورها أتقن بناء وكذلك مساكنها ودورها حتى لا يكون بناء أتقن منها، وكان ينزلها ملوك الفرس التجار القادمين من الآفاق فإنها محط السفن من الهند وعدن واليمن وعيذاب والقلزم وغيرها، وبجدة رباط لأبي هريرة
رضي الله عنه معروف، وهي مبنية بالآجر والجص وخشب الساج الهندي والأبنوس الجيد الوافي العود من عشرين شبراً إلى أزيد، وهو على أربع طبقات وخمس، وفي دورها مواجل للماء، وفي أعلى منازلها قباب محكمة، ويذكر أهلها أن من بلغ كسبه مائة ألف دينار بنى على داره قبة يعلم بذلك أن كسبه قد بلغ العدد المذكور، وأهلها أغنى الناس وأكثرهم مالاً، وبها دور كبيرة لها ثلاث قباب وأربع، وبجدة نزلت حواء
عليها السلام، وبعرفات تعرفت بآدم، وقيل بجدة قبرها، ومن سار إلى القلزم في البحر من جدة لم يفارق الساحل. (1) بعضه عن نزهة المشتاق: 50.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]