تَنَسُ
بفتحتين والتخفيف، والسين مهملة قال أبو عبيد البكري: بين تنس والبحر ميلان، وهي آخر إفريقية مما يلي المغرب، بينها وبين وهران ثماني مراحل وإلى مليانة في جهة الجنوب أربعة أيام وإلى تيهرت خمس مراحل أو ستّ قال أبو عبيد: هي مدينة مسوّرة حصينة داخلها قلعة صغيرة صعبة المرتقى ينفرد بسكناها العمال لحصانتها، وبها مسجد جامع وأسواق كثيرة، وهي على نهر يأتيها من جبال على مسيرة يوم من جهة القبلة ويستدير بها من جهة الشرق ويصبّ في البحر وتسمى تنس الحديثة، وعلى البحر حصن ذكر أهل تنس أنه كان القديم المعمور قبل هذه الحديثة، وتنس الحديثة أسسها وبناها البحريون من أهل الأندلس، منهم الكركدنّ وابن عائشة والصقر وصهيب وغيرهم، وذلك في سنة 262، وسكنها فريقان من أهل الأندلس: من أهل البيرة وأهل تدمير، وأصحاب تنس من ولد إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وكان هؤلاء البحريون من أهل الأندلس يشتون هناك إذا سافروا من الأندلس في مرسى على ساحل البحر فيجتمع إليهم بربر ذلك القطر ويرغبونهم في الانتقال إلى قلعة تنس ويسألونهم أن يتخذوها سوقا ويجعلوها سكنى، ووعدوهم بالعون وحسن المجاورة، فأجابوهم إلى ذلك وانتقلوا إلى القلعة وانتقل إليهم من جاورهم من أهل الأندلس، فلما دخل عليهم الربيع اعتلّوا واستوبؤوا الموضع، فركب البحريون من أهل الأندلس مراكبهم وأظهروا لمن بقي منهم أنهم يمتارون لهم ويعودون، فحينئذ نزلوا قرية بجاية ويغلبوا عليها، ولم يزل الباقون في تنس في تزايد ثروة وعدد، ودخل إليهم أهل سوق إبراهيم، وكانوا في أربعمائة بيت، فوسع لهم أهل تنس في منازلهم وشاركوهم في أموالهم وتعاونوا على البنيان واتخذوا الحصن الذي فيها اليوم، ولهم كيل يسمونه الصحفة، وهي ثمانية وأربعون قادوسا، والقادوس: ثلاثة أمداد بمد النبي،
ﷺ، ورطل اللحم بها سبع وستون أوقية، ورطل سائر الأشياء اثنتان وعشرون أوقية، ووزن قيراطهم ثلث درهم عدل بوزن قرطبة وقال سعد ابن أشكل التيهرتي في علته التي مات منها ب نأى النوم عني واضمحلّت عرى الصبر، وأصبحت عن دار الأحبّة في أسر وأصبحت عن تيهرت في دار غربة، وأسلمني مرّ القضاء من القدر إلى تنس دار النحوس، فإنها يساق إليها كلّ منتقص العمر هو الدهر والسيّاف والماء حاكم، وطالعها المنحوس صمصامة الدهر بلاد بها البرغوث يحمل راجلا، . .. ويأوي إليها الذئب في زمن الحشرويرجف فيها القلب، في كل ساعة، . .. بجيش من السودان يغلب بالوفر ترى أهلها صرعى دوى أمّ ملدم، يروحون في سكر ويغدون في سكر وقال غيره: أيّها السائل عن أرض تنس، مقعد اللّؤم المصفّى والدّنس بلدة لا ينزل القطر بها، والندى في أهلها حرف درس فصحاء النطق في لا أبدا، وهم في نعم بكم خرس فمتى يلمم بها جاهلها يرتحل عن أهلها، قبل الغلس ماؤها، من قبح ما خصّت به، نجس يجري على ترب نجس فمتى تلعن بلادا مرة، فاجعل اللعنة دأبا لتنس وقال أبو الربيع سليمان الملياني: مدينة تنس خرّبها الماء وهدمها في حدود نيف وعشرين وستمائة، وقد تراجع إليها بعض أهلها ودخلها في تلك المدة، وهم ساكنون بين الخراب وقد نسبوا إلى تنس إبراهيم ابن عبد الرحمن التنسي، دخل الأندلس وسكن مدينة الزهراء، وسمع من أبي وهب بن مسرة الحجازي وأبي عليّ القالي، وكان في جامع الزهراء يفتي، ومات في صدر شوال سنة 307.
[معجم البلدان]
تنس
مدينة بافريقية حصينة، ولها قهندز صعب المرتقى، ينفرد بها العمال لحصانتها خوفاً من الرعية، هواؤها وبي وماؤها ردي، وماؤهم من واد يدور حول المدينة، وإليه مذهب مياه حشوشهم وشربهم منه، والحمى لا تفارق أهلها في أكثر الأوقات. وبها ذئب كثير يأكل أهلها، وبرغوث كثير، وهم في عذاب من الذئب والبراغيث؛ قال بعض من دخلها وفارقها: لا سقى الله بلدةً كنت فيها! البراغيث كلّهم أكلوني! قرصوني حتّى تنمّر جلدي لو خلعت الثّياب لم تعرفوني إن صعدت السّطوح لم يتركوني وأراهم على الدّرج يسبقوني
[آثار البلاد وأخبار العباد]
تنس (1) :
مدينة بقرب مليانة بينها وبين البحر ميلان، وهي مسورة حصينة وبعضها على جبل وقد أحاط به السور، وبعضها في سهل الأرض، وهي قديمة أزلية، وشرب أهلها من عين بها، وبها فواكه وخصب وإقلاع وانحطاط، ولها أقاليم وأعمال ومزارع، وبها حنطة ممكنة وسائر الحبوب بها موجودة، ويخرج عنها إلى كل الآفاق في المراكب وبها من السفرجل الطيب مما لا يوجد في غيرها، وداخلها قلعة صعبة المرتقى ينفرد بسكناها عامل تنس لمنعتها، وبها مسجد جامع وأسواق جميلة (2) كثيرة وهي على نهر يسمى نتاتين (3) يأتيها من جبال على مسيرة يوم فيأتيها من القبلة ويستدبرها من جهة الشرق والجوف، ويصب في البحر، وبها حمامان (4) وهي كثيرة الزرع رخيصة الأسعار منها يحمل الطعام إلى الأندلس وإلى أكثر بلاد إفريقية والمغرب لكثرة الزرع عندهم ولكنها وبيئة يكاد من يدخلها لا يسلم من المرض وكثيراً ما يموت بها الغرباء، وتنس هذه هي التي تسمى الحديثة، وعلى البحر حصن يذكر أهل تنس أنه كان المعمور قبل هذه الحديثة، وتنس الحديثة أسسها وبناها البحريون من أهل الأندلس سنة اثنتين وستين ومائتين، ولها بابان إلى القبلة وباب البحر وباب ابن ناصح وباب الخوخة ويخرج منه إلى عين تعرف بعين عبد السلام ثرة عذبة، وفيها يقول الشاعر: أيها السائل عن أرض تنس. .. بلد اللؤم لعمري والدنس بلدة لا ينزل القطر بها. .. للندى في أهلها حرف درس فصحاء النطق في لا أبداً. .. وهم في نعم بكم خرس فمتى يلمم بها جاهلها. .. يرتحل عن أرضها قبل الغلس ماؤها من قبح ما خصت به. .. نجس يجري على أرض نجس فمتى تلعن بلاداً مرة. .. فاجعل اللعنة دأباً لتنس ومن تنس علي بن الملثم التنسي، جيء به إلى المعتمد والي دمشق وادعي عليه أنه كشف وجه غلام جميل من أبناء عمال الديوان وقد خرج من الحمام فقبله فهم الوالي بضربه، فقال: لا تعجل علي حتى تسمع ما قلت، ثم أنشد: أتواني حملت في الفلك الدا. .. ئر أم جال بي كرى من خيال أم تعالت أرض وحطت سماء. .. أم رقى الجن بي لأقصى منال بيدي هذه كشفت حجاب ال. .. سجف حتى لثمت وجه الهلال فاستظرفه وسأل والد الغلام فخلى سبيله. (1) الإدريسي (ب /د) : 83 /57، وبعضه عن الاستبصار: 133، والبكري: 62. (2) الاستبصار: حفيلة. (3) الاستبصار: تامن، ص: بتاتين. (4) البكري: حمامات.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
تنس
بفتحتين والتخفيف، والسين مهملة، بلدة فى آخر إفريقيّة، مما يلى المغرب، بينها وبين مليانة فى جهة الجنوب أربعة أيام، وهى مدينة مسوّرة حصينة، داخلها قلعة صعبة المرتقى ينفرد بسكناها العمال لحصانتها؛ وهى على نهر يليها من جبال على مسيرة يوم، وتسمى تنس الحديثة، وعلى البحر حصن ذكروا أنه قديما كان هو المعمور، وخربت الحديثة أيضا.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]