بَيْهَقُ
بالفتح، أصلها بالفارسية بيهه يعني بهاءين، ومعناه بالفارسية الأجود: ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور تشتمل على ثلاثمائة وإحدى وعشرين قرية بين نيسابور وقومس وجوين، بين أول حدودها ونيسابور ستون فرسخا، وكانت قصبتها أولا خسروجرد ثم صارت سابزوار، والعامة تقول سبزور، وأول حدود بيهق من جهة نيسابور آخر حدود ريوند إلى قرب دامغان خمسة وعشرون فرسخا طولا، وعرضها قريب منه، قال الحريش بن هلال السعدي يرثي قطن بن عمرو بن الأهتم: إذا ذكرت قتلى الكرام تبادرت عيون بني سعد على قطن دما أتاه نعيم يبتغيه، فلم يجد، . .. ببيهق، إلّا جفن سيف وأعظماوغير بقايا رمّة لعبت بها. .. أعاصير نيسابور، حولا مجرّما وقد أخرجت هذه الكورة من لا يحصى من الفضلاء والعلماء والفقهاء والأدباء ومع ذلك فالغالب على أهلها مذهب الرافضية الغلاة، ومن أشهر أئمتهم: الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي من أهل خسروجرد صاحب التصانيف المشهورة، وهو الإمام الحافظ الفقيه في أصول الدين الورع، أوحد الدهر في الحفظ والإتقان مع الدين المتين من أجلّ أصحاب أبي عبد الله الحاكم والمكثرين عنه ثم فاقه في فنون من العلم تفرد بها، رحل إلى العراق وطوّف الآفاق وألف من الكتب ما يبلغ قريبا من ألف جزء مما لم يسبق إلى مثله، استدعي إلى نيسابور لسماع كتاب المعرفة فعاد إليها في سنة 441 ثم عاد إلى ناحيته فأقام بها إلى أن مات في جمادى الأولى من سنة 454، ومن تصانيفه كتاب المبسوط وكتاب السنن وكتاب معرفة علوم الحديث وكتاب دلائل النبوة وكتاب مناقب الشافعي وكتاب البعث والنشور وكتاب الآداب وكتاب فضائل الصحابة وكتاب الاعتقاد وكتاب فضائل الأوقات وغيرها من الكتب، وينسب إليها أيضا الحسين بن أحمد بن علي بن الحسين بن فطيمة البيهقي من أهل خسروجرد أيضا، وكان شيخا مسنّا كثير السماع من تلاميذ الإمام أبي بكر بن الحسين المذكور قبله، وأصابته علة في يده فقطع أصابعه، فكان يمسك بيده ويضع الكاغد على الأرض ويمسك برجله ويكتب خطّا مقروءا وينسخ، ذكره أبو سعد في التحبير وقال: قدم مرو وتفقه على والدي ثم مضى إلى كرمان وأثرى بها ثم رجع إلى قريته وتولى بها القضاء، قال: ولقيته في طريقي إلى العراق وقرأت عليه كثيرا من مسموعاته، ورعى لي حقّ والدي وذكر خبره معه بطوله، قال: وكان مولده في سنة 450، ومات بخسروجرد في سنة 536.
[معجم البلدان]
بيهق
بليدة بخراسان. ينسب إليها الإمام أبو بكر أحمد البيهقي. كان أوحد زمانه في الحديث والفقه والأصول، وله السنن الكبير وتصانيف كثيرة. كان على سيرة علماء السلف قانعاً من الدنيا بالقليل الذي لا بد منه. قال إمام الحرمين: ما من أحد من أصحاب الشافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا البيهقي فإن له على الشافعي منة، لأن تصانيفه كلها في نصرة مذهب الشافعي. حكى الفقيه أبو بكر بن عبد العزيز المروزي: رأيت في المنام تابوتاً يعلو فوقه نور نحو السماء فقلت: ما هذا؟ قالوا: فيه تصانيف أبي بكر البيهقي. وحكى بعض الفقهاء قال: رأيت الشافعي قاعداً على سرير وهو يقول: استفدت من كتاب أحمد البيهقي حديث كذا وحديث كذا.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
بيهق
منطقة من نواحي نيسابور بخراسان تقع غربها. أخرجت هذه المنطقة عددا لايحصى من العلماء منهم الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، من أهالي (خسروجرد) إحدى مدن بيهق وإبراهيم بن محمد البيهقي صاحب كتاب المحاسن والمساوىء.
[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]
بيهق (1) :
مدينة من أعمال نيسابور، سرح ابن عامر إليها الأسود بن كلثوم العدوي من عدي الرباب، ففتحها. وهي من أبرشهر على ستة عشر فرسخاً، وقتل الأسود، وكان فاضلاً في دينه، وكان بعضهم (2) يقول: ما أسفي من العراق على شيء إلا على ظمأ الهواجر، وتجاوب المؤذنين واخوان مثل الأسود بن كلثوم. ومنها البيهقي الإمام والمحدث. وقصبة بيهق يقال لها خسروجرد. (1) الطبري 1: 2887. (2) هو عامر بن عبد الله (أو عبد قيس) العنبري.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]