بيرُوتُ
بالفتح ثم السكون، وضم الراء، وسكون الواو، والتاء فوقها نقطتان: مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام تعدّ من أعمال دمشق، بينها وبين صيداء ثلاثة فراسخ، قال بطليموس: بيروت طولها ثمان وستون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، طالعها العوّاء، بيت حياتها الميزان، وقال صاحب الزيج: طولها تسع وخمسون درجة ونصف، وعرضها أربع وثلاثون درجة في الإقليم الرابع، وقال الوليد ابن يزيد بن عبد الملك بن مروان: إذا شئت تصابرت، ولا أصبر إن شيت ولا والله لا يصب ر، في البريّة، الحوت إ يا حبّذا شخص، حمت لقياه بيروت! ولم تزل بيروت في أيدي المسلمين على أحسن حال حتى نزل عليها بغدوين الأفرنجي الذي ملك القدس في جمعه وحاصرها حتى فتحها عنوة في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال سنة 503، وهي في أيديهم إلى هذه الغاية، وكان صلاح الدين قد استنقذها منهم في سنة 583، وقد خرج منها خلق كثير من أهل العلم والرواية، منهم: الوليد بن مزيد العذري البيروتي، روى عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وإسماعيل بن عيّاش ويزيد بن يوسف الصّنعاني وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وأبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة القرشي وكلثوم بن زياد المحاربي ومحمد بن يزيد المصري وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون بن لهيعة وعبد الله بن هشام بن الغاز وعبد الله بن شوذب ومقاتل بن سليمان البلخي وعثمان بن عطاء الحرّاني، روى عنه ابنه أبو الفضل العباس وأبو مسهر وهشام بن إسماعيل العطّار وأبو الحمار محمد ابن عثمان وعبد الله بن إسماعيل بن يزيد بن حجر البيروتي وعبد الغفار بن عفّان بن صهر الأوزاعي وعيسى بن محمد بن النحاس الرّملي وعبد الله بن حازم الرّملي، وكان مولده سنة 126، وكان الأوزاعي يقول: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن مزيد، قال أبو مسهر: وكان الوليد بن مزيد ثقة ولم يكن يحفظ، وكانت كتبه صحيحة، مات سنة 203 عن سبع وسبعين سنة، وابنه أبو الفضل العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، روى عن أبيه وغيره، وكان من خيار عباد الله، ومات سنة 270، ومولده سنة 169، ومحمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب أبو عبد الرحمن البيروتي المعروفبمكحول الحافظ، روى عن أبي الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي وسليمان بن سيف ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والعباس بن الوليد وغيرهم كثير، روى عنه جماعة أخرى كثيرة، ومات سنة 320 وقيل سنة 321.
[معجم البلدان]
بيروت
مدينة تقع على الساحل الشرقي للبحر المتوسط كانت وما زالت مركزا ثقافيا كبيرا ومرفأ مهما. في العهد الروماني اشتهرت بمدرسة الحقوق التي أخرجت كبار رجال القانون وفقهاء الرومان. ثم هدمت في زلزال أصاب المدينة في أواخر القرن السادس للميلاد والمدينة اليوم عاصمة الجمهورية اللبنانية.
[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]
باب بيروذ وبيرود وبيروت
أما اْلأَوَّلُ: - بِفَتْحِ الباء وسكون الياء المُعْجَمَة باثنتين من تحتها، بَعْدَهَا راءٌ مَضْمُومَة، وآخره ذالٌ معجمة -: ناحية بين الأهواز، وبلد الطيب، يُنْسَبُ إليها أَبُو عبد الله الحُسين بن بحر بن يزيد البيروذي، حدث عن أبي زيدٍ الهروي، وغالب بن حلبسٍ الكلبي وجبارة بن مُغلسٍ، روى عنه أَبُو عروبة الحراني. وأما الثَّاني: - آخره دالٌ مُهْمَلَة -: صقعٌ شاميٌّ بين حمص ودمشق، على طريق البرية. وأما الثَّالِثُ: - آخره تاءٌ فوقها نُقْطَتَان -: بلدة في ساحل الشام، من العواصم، يُنْسَبُ إليها جَمَاعَة من أهل العلم ورُواة الحديث، منهم العباسُ ابن الوليد بن مزيد البيروتي وغيره. 134 -
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
بيروت (1) :
في ساحل الشام وهي مرابط دمشق، وفيها كان أبو الدرداء
رضي الله عنه نازلاً، قال الأوزاعي: كان عندنا ببيروت عجائب، ذكر عن رجل ممن يوثق به أنه رأى رجلاً راكباً جرادة، وذكر من عظم الرجل وعظم الجرادة، قال: وعليه خفان طويلان أحمران، وهو يقول: الدنيا باطل وباطل ما فيها، ويقول بيده هكذا فحيثما أشار انساب الجراد إلى ذلك الموضع. قال: وكان عندنا رجل صياد يسافر يوم الجمعة ولا يأتي الجمعة، قال: فخرج يوماً فخسف به وببغلته فلم يبق منها إلا أذنها، قال محمد بن بشر: ورأيت موضع مكانه ببيروت يلقى فيه التراب. وفي رواية أخرى قال الأوزاعي: رأيت ببيروت ثلاث عجيبات: رأيت رجلاً من جراد في الماء وإذا رجل راكب على جرادة مسلك بالحديد وفي يده عصا وهو يومئ بيده وهو يقول: الدنيا باطل، يرددها. ورأيت رجلاً يكتب المصاحف بخط جيد في ستة أيام، فكتب مصحفاً فقال: كتبته في ستة أيام وما مسنا من لغوب، فجفت يمينه، ورأيت رجلاً شاباً كان يأوي في المسجد حسن العبادة حسن الصمت قليل الكلام، فكان يلزم المسجد، فخرج ذات يوم من المسجد بعد أن أغلقت الأبواب فجاء إلى باب المدينة فوقف عليه ساعة، فإذا هو قد انفتح له وخرج وخرجت معه حتى وقف على شجر بلوط كثير، فصعد شجرة فجعل يأكل ويرمي إلى الأرض فما يسمع صوت شيء يقع في الأرض، فجئت إليه فقلت: السلام عليكم، فقال: وعليك السلام أبا عمرو، أتحب؟ قلت: نعم، فأخذ ملء كفه فدفعها إلي فإذا هو رطب، فأكلت ثم غاب عني فلم أره. وعلى بيروت (2) سور حجارة، وبمقربة منها جبل فيه معدن حديد جيد يقطع، ويستخرج منه الكثير ويحمل إلى بلاد الشام، وبها غيضة أشجار صنوبر تتصل إلى جبل لبنان وتكسير هذه الغيضة اثنا عشر ميلاً في مثلها، وشرب أهلها من الآبار، ومنها إلى دمشق يومان. (1) قارن بصبح الأعشى 4: 111. (2) نزهة المشتاق: 117، وانظر الأعلاق للخطيرة (قسم لبنان والأردن وفلسطين) : 101.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]