بُوصِيرُ
بكسر الصاد، وياء ساكنة، وراء: اسم لأربع قرى بمصر، بوصير قوريدس، وقال الحسن بن إبراهيم بن زولاق: بها قتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الذي به انقرض ملك بني أمية، وهو المعروف بالحمار، والجعدي قتل بها لسبع بقين من ذي الحجة سنة 132، وقال أبو عمر الكندي: قتل مروان ببوصير من كورة الأشمونين، وقال لي القاضي المفضل بن الحجاج: بوصير قوريدس من كورة البوصيرية، وإلى بوصير قوريدس ينسب أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت بن غالب ابن هاشم الأنصاري الخزرجي، كتب إليّ أبو الربيع سليمان بن عبد الله التميمي المكي في جواب كتاب كتبته إليه من حلب أسأله عنه فقال: سألت ابن الشيخ البوصيري عن سلفه ونسبه وأصله فأخبرني أنهم من المغرب من موضع يسمى المنستير، قال وبالمغرب موضعان يسميان المنستير، أحدهما بالأندلس بين لقنت وقرطاجنّة في شرق الأندلس والآخر بقرب سوسة من أرض إفريقية، بينه وبينها اثنا عشر ميلا، قال: ولم يعرّفني والدي من أيهما نحن، وكان أول قادم منّا إلى مصر جدّ والدي مسعود، فنزل بوصير قوريدس فأولد بها جدي عليّا ودخل عليّ إلى مصر فأقام بها فأولد بها أبي القاسم، ولم يخرج من الإقليم إلى سواه إلى أن توفي في ليلة الخميس الثاني من صفر سنة 598، أخبرني بالوفاة الحافظ الزكي عبدالعظيم المنذري، وسألته عن مولد أبيه فلم يعرفه إلا أنه قال: مات بعد أن نيف على التسعين بسنتين أو ثلاث، أخبرني الحافظ زكي الدين المنذري أنه ظفر بمولده محقّقا بخط أبيه وأنه يظن أنه في سنة 505 أو 506.
[معجم البلدان]
بوصير (1) :
قرية من قرى الفيوم بصعيد مصر، إليها انهزم مروان بن محمد بن مروان بن الحكم آخر خلفاء بني أمية فقتله عامر بن إسماعيل من أهل خراسان سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وكان قال حين وصل إلى بوصير: نحن ببوصير والى الله المصير. وكان صالح بن علي دخل في طلب مروان ومعه عامر بن إسماعيل المذحجي فلحقوه بمصر وقد نزل بوصير فهجموا على عسكره وضربوا الطبول وكبروا ونادوا: يا ثارات إبراهيم، فظن من في عسكر مروان أن قد أحاط بهم سائر المسودة فقتل مروان، قتله عامر بن إسماعيل وأراد الكنيسة التي فيها بنات مروان ونساؤه فإذا بخادم لمروان شاهر السيف يريد الدخول عليهن، فأخذوا الغلام فسئل عن أمره فقال: أمرني مروان إذا هو قتل أن أضرب رقاب بناته ونسائه فلا تقتلوني فإنكم والله إن قتلتموني ليفقدن ميراث رسول الله
ﷺ، فقالوا له: انظر ما تقول، قال: إن كذبت فاقتلوني، هلموا فاتبعوني، فأخرجهم من القرية إلى موضع رمل فقال: اكشفوا هاهنا، فكشفوا فإذا البرد والقضيب وقعب ومخصر قد دفنها مروان لئلا تصير إلى بني هاشم، فوجه بها عامر بن إسماعيل إلى عبد الله بن علي، فوجه بها عبد الله بن علي إلى أبي العباس السفاح فتداولتها خلفاء بني العباس إلى أيام المقتدر، فيقال إن البرد كان عليه يوم قتل. ثم وجه عامر بن إسماعيل ببنات مروان وجواريه والأسارى إلى صالح بن علي، فتكلمت ابنة مروان الكبرى فقالت: يا عم أمير المؤمنين حفظ الله لك من أمرك ما تحب حفظه وأسعدك في الأمور كلها بخواص نعمه وعلمك بالعافية في الدنيا والآخرة، نحن بناتك وبنات أخيك وابن عمك فليسعنا من عدلكم ما وسعكم من جورنا، قال: إذاً لا نستبقي منكم أحداً رجلاً ولا امرأة، قالت: يا عم أمير المؤمنين فليسعنا عفوكم إذاً، قال: أما العفو فنعم قد وسعكم، فإن أحببت زوجتك من الفضل بن صالح بن علي وزوجت أختك من أخيه، قالت: يا عم أمير المؤمنين وأي أوان عرس هذا فلتلحقنا بحران، قال: أنا أفعل ذلك إن شاء الله تعالى، فألحقهن بحران. واتصل بأبي العباس السفاح ما كان من عامر بن إسماعيل وقتله لمروان ببوصير وقد قيل إن ابن عم لعامر يقال له نافع قتله في تلك الليلة في المعركة وهو لا يعرفه وان عامراً لما احتز رأسه واحتوى على عسكره دخل الكنيسة التي كان فيها مروان فقعد على فرشه وأكل من طعامه، فخرجت إليه ابنة مروان الكبرى وتعرف بأم مروان، فقالت: يا عامر، إن دهراً أنزل أمير المؤمنين عن فرشه حتى أقعدك عليه فأكلت من طعامه واحتويت على أمره وحكمت في مملكته لقادر أن يغير مآربك، فاغتاظ السفاح من ذلك وكتب إليه: ويلك، أما كان لك في أدب الله
عز وجل ما يزجرك عن أن تأكل من طعام مروان وتقعد على مهاده وتتمكن من وساده!! أما والله لولا أن أمير المؤمنين تأول ما فعلت على غير اعتقاد منك لذلك والشهوة لمسك من غضبه وأليم أدبه ما يكون لك زاجراً ولغيرك واعظاً، فإذا أتاك كتاب أمير المؤمنين فتقرب إلى الله
عز وجل بصدقة تطفئ بها غضبه وصلاة تظهر بها الاستكانة وصم ثلاثة أيام ومر جميع أصحابك أن يصوموا مثل صيامك. فلما جيء برأس مروان ووضع بين يدي أبي العباس السفاح سجد فأطال ثم رفع رأسه فقال: الحمد لله الذي لم يبق ثأري قبلك وقبل رهطك، الحمد لله الذي أظفرني بك وأظهرني عليك، ثم قال: ما أبالي متى طرقني الموت وقد قتلت بالحسين وبني أبيه من بني أمية مائتين وأحرقت شلو هشام بابن عمي زيد بن علي وقتلت مروان بأخي إبراهيم، وتمثل: لو يشربون دمي لم يرو شاربهم. .. ولا دماؤهم جمعاً ترويني ثم حول وجهه إلى القبلة فأطال السجود ثم جلس وقد أسفر وجهه وتمثل بقول العباس بن عبد المطلب
رضي الله عنه من أبيات له: أيا قومنا إن تنصفونا فأنصفت. .. قواطع في أيماننا تقطر الدما تدرين من أشياخ صدق تقدموا. .. بهن إلى يوم الوغى متقدما إذا خالطت هام الرجال تركنها. .. كبيض نعام في الوغى قد تحطما (1) مروج الذهب 6: 76، وصبح الأعشى 3: 377.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
بوصير
بكسر الصاد، وياء ساكنة، وراء: اسم لأربع قرى بمصر: بوصير قوريدس ، بها قتل مروان بن محمد. وبوصير السّدر: بليدة فى كورة الجيزة. وبوصير دفدنو: من كورة الفيوم. وبوصير بنا: [من كورة السمنودية].
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]