الرفيق
كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...
«أنه سئل عن بيت من الشعر فكرهه فقيل له في ذلك، فقال: أنا أكره أن يوجد في صحيفتي شعر». مَسْروق بن الأجْدَع "إحياء علوم الدين" للغزالي (126/3).
«وعلى الجملة فإنشاد الشعر ونظمه ليس بحرام إذا لم يكن فيه كلام مستكره» الغَزالي "إحياء علوم الدين" للغزالي (126/3).
«سمع ابنُ عمرَ مزمارًا ، قال : فوضع أُصبعَيه على أُذُنَيه ، ونأَى عن الطريقِ ، وقال لي : يا نافعُ هل تسمع شيئًا ؟ قال : فقلتُ : لا ! قال : فرفع أصبعَيه من أُذُنَيه ، وقال : كنتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فسمع مثلَ هذا ! فصنعَ مثل هذا» عَبْد الله بن عُمَر أخرجه أبو داود(4924).
«الغناء ينبت النفاق كما ينبت الماء الزرع» ابن مَسْعُود "إغاثة اللهفان" لابن القيم (1 /368).
«ولا ريب أن كل غيور يجنب أهله سماع الغناء، كما يجنبهن أسباب الريب، ومن طرَّق أهله إلى سماع رقية الزنا فهو أعلم بالإثم الذي يستحقه، ومن الأمر المعلوم عند القوم أن المرأة إذا استعصت على الرجل اجتهد أن يسمعها صوت الغناء، فحينئذ تعطي الليان، فلعمر الله كم من حرة صارت بالغناء من البغايا، وكم من حر أصبح به عبدًا للصبيان أو الصبايا، وكم من غيور تبدل به اسمًا قبيحًا بين البرايا، وكم من معافى تعرض له فأمسى وقد حلت به أنواع من البلايا، وكم جرع من غصة، وأزال من نعمة، وجلب من نقمة، وكم خبأ لأهله من آلام منتظرة، وغموم متوقعة، وهموم مستقبلة؟». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/367).
«ومن أقوى ما يهيج الفاحشة: إنشادُ أشعار الذين فى قلوبهم مرض من العشق، ومحبة الفواحش، ومقدماتها بالأصوات المطربة، فإن المُغَنِّي إذا غَنَّى بذلك حَرَّك القلوبَ المريضةَ إلى محبَّةِ الفواحش، فعندها يهيج مرضُه ويقوى بلاؤُه، وإن كان القلب في عافية من ذلك جعل فيه مرضًا، كما قال بعض السلف : الغناء رُقْيَةُ الزنا. ورقية الحية هى ما تستخرج بها الحية من جحرها، ورقية العين والحمة هى ما تستخرج به العافية، ورقية الزنا هو ما يدعو إلى الزنا». ابن تَيْمِيَّة " مجموع الفتاوى" (15 /313-314).
ونغماتُ العودِ في الأحيانِ*****قالوا: تُزيلُ أثرَ الأحزانِ فاجزِمْ على التَّحريمِ كُلَّ جَزْمِ *****والحَزْمُ أن لا تَتْبَعَ ابنَ حَزمِ فقد أُبيحَتْ عندهُ الأوتَارُ *****والعُودُ والطنبُورُ والمِزْمَارُ الدِّيرِيني
ولا بَأْسَ بالشِّعْرِ الْمُباحِ وحِفْظِهِ*****وَصَنْعَتِهِ، مَنْ ذَمَّ ذلكَ يَعْتَدِي فقدْ سَمِعَ الْمُختارُ شِعْرَ صِحَابِهِ*****وتَشبيبهَم مِنْ غيرِ تَعيينِ خُرَّدِ ولمْ يَكُ في عصرٍ لذلكَ مُنْكِرٌ*****فكيفَ وفيهِ حِكمةٌ، فَارْوِ، وانْشُدِ وحَظْرُ الْهِجَا والمدْحِ بالزُّورِ والْخَنَا*****وتَشْبِيبِهِ بالأَجْنَبِيَّاتِ أَكِّدِ ووَصْفُ الزِّنا والخمرِ والْمُرْدِ والنِّسا الـ*****قِيانِ، ونَوْحٌ للتَّسَخُّطِ يُورَدِ المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص30-31).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".