القدير
كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...
وهذا المؤلف الفخم أدلُّ أعماله الكتابية على موسوعيته العلمية، لا يكاد يدع شاردة من الأحكام إلا جمع لها الأدلة من مظانِّ الوحي، في تنسيق وتنظيم. ..ولقد أجمع أهل العلم على تقدير الكتاب والإقرار بعِظم فائدته. محمد المجذوب "علماء ومفكرون عرفته" للمجذوب (ص: 187).
ومن تسليط أضواء البيان عن تفسير القرءان بالقرءان رسم فيه المنهج السليم لتفسير القرآن الكريم، تفسير كلام الله بعضه ببعض، وأبان أحكامه وحكمه، وفتح كنوزه وأطلع نفائسه، ونشر درره على طلبة العلم، وكل ذلك فتحٌ جديدٌ في علوم القرءان لم تكن موجودة على هذا النسق من قبل، ولم تكن تدرس بهذا المثل. عطية سالم ترجمة عطية سالم للشنقيطي. انظر: "أضواء البيان" (9/500).
هذا التّفسير من أجلّ التّفاسير المعاصرة وأنفعها، اجتهد مؤلّفه أن يراعي فيه مسمّاه، لكنّه إذا أتى على تفسير آيات الأحكام بالغ في بيانها، حتّى يخرج فيما يذكره إلى ما هو ألصق بكتب الفقه، غير أنّه فيما يفسّر أو يحرّر يأتي بدرر نفيسة، وتحقيقات دقيقة، مع سلامة في الاعتقاد، وحرص على الدّليل، واتّباع لأحسن مناهج التّفسير بالرّأي، وذلك بسبب ما أوتيه من تمكّن مشهود له به في اللّغة والأصول والمنطق، وله ممّا ذهب إليه باجتهاده ما يخالف فيه، ولم يكمله، إنّما انتهى به عند آخر سورة المجادلة. عبد الله بن يوسف الجديع. "المقدمات الأساسية في علوم القرآن" للجديع (ص: 388).
يعد هذا التفسير بحق من خير المؤلفات في التفسير قديمًا وحديثًا ومن أتبعها للسنة وأبعدها عن البدعة، والقارئ فيه يجد رائحة علماء السلف ونقاء سريرتهم، وصفاء عقيدتهم، ودقة استنباطهم، وسعة علمهم. رحم الله مؤلفه رحمة واسعة. فهد بن عبد الرحمن الرومي. دراسات في علوم القرآن الكريم (ص: 159).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".