الحليم
كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...
كون الشيئين شيئاً واحداً .أي امتزاج الشيئين، واختلاطهما حتى يصيرا شيئاً واحداً، وهو عند القائلين به؛ اعتقاد أن وجود الكائنات، أو بعضها هو عين وجود الله تعالى، أي اتحاد الله -عَزَّ وَجَلَّ - بمخلوقاته، أو بعض مخلوقاته عند من قال بذلك .
اتِّصَالُ وَانْدِمَاجُ شَيْئَيْنِ فَأَكْثَرَ، تَقُولُ: اتَّحَدَ القَوْمُ إِذَا انْدَمَجَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَصَارُوا شَيْئًا وَاحِدًا مُتَّصِلًا، وَيَأْتِي الاتِّحَادُ بِمَعْنَى: الانْضِمَامِ وَالاجْتِمَاعِ، وَاتَّحَدَ بِفُلَانٍ أَيْ اجْتَمَعَ بِهِ وَانْضَمَّ إِلَيْهِ، وَالاتِّحَادُ أَيْضًا: الاتِّفَاقُ، وَاتَّحَدَ مَعَهُ فِي الرَّأْيِ أَيْ اتَّفَقَ، وَأَصْلُ كَلِمَةِ الاتِّحَادِ مِنَ التَّوْحِيدِ، وَهُوَ الإِفْرادُ وَجَعْلُ الشَّيْءِ وَاحِدًا غَيْرَ مُتَعَدِّدٍ، يُقَالُ: وَحَّدَ الشَّيْءَ وَأَوْحَدَهُ يُوَحِّدُهُ تَوْحِيدًا أَيْ أَفْرَدَهُ وَجَعَلَهُ وَاحِدًا، وَالأَحَدُ وَالوَاحِدُ: الـمُنْفَرِدُ الذِي لَا نَظِيرَ لَهُ، وَضِدُّ التَّوْحِيدِ: الإِشْرَاكُ وَالتَّعَدُّدُ، وَسُمِّيَ الانْدِمَاجُ وَالاجْتِمَاعُ اتِّحَادًا؛ لِأَنَّ الأَشْيَاءَ تَصِيرُ كَأَنَّهَا شَيْئًا وَاحِدًا، وَمِنْ مَعَانِي الاتِّحَادِ فِي اللُّغَةِ أَيْضًا: الاقْتِرانُ والاخْتِلاَطُ والامْتِزاجُ والتَّدَاخُلُ.
يَذْكُرُ الفُقَهَاءُ مُصْطَلَحَ (الاتِّحَادِ) فِي كتبٍ عَدِيدَةٍ مِنَ الفِقْهِ كَكِتَابِ النِّكَاحِ وَالقَرْضِ وَغَيْرِهِما، وَفِي أُصولِ الفِقْهِ فِي بَابِ المُطْلَقِ وَالمُقَيَّدِ، وَيَخْتَلِفُ مَعْنَاهُ بِحَسَبِ مَا يُضَافُ إِلَيْهِ. وَيُسْتَعْمَلُ مُصْطَلَحُ الاتِّحَادِ فِي السِّيَاسَةِ المُعَاصِرَةِ بِمَعْنَى: (اجْتِمَاعُ القُوَى الوَطَنِيَّةِ على بَرْنَامَجٍ وَاحِدٍ وَأَهْدَافٍ وَاحِدَةٍ لِغَايَةٍ مُعَيَّنَةٍ). وَأَيْضًا: (اتفاق ينشأ بين دولتين أو أكثر، على أن تحتفظ كُلُّ دولة بشخصيتها الدوليَّةِ). وَيُطْلَقُ الاتِّحَادُ فِي العَقِيدَةِ فِي اصْطِلاَحِ الصُّوفِيَّةِ وَنَحْوِهِمْ وَيُرِيدُونَ مَعْنًى بَاطِلاً وَهُوَ: (امْتِزَاجُ اللهِ تَعَالَى وَاخْتِلاَطُهِ بِمَخْلُوقَاتِهِ إِمَّا جَمِيعَهَا وَيُسَمَّى الاتِّحَادُ العَامُّ أَوْ بَعْضَهَا وَيُسَمَّى الاتِّحَادُ الخَاصُّ).
وحد
اتِّفَاقٌ شَيْئَيْنِ فَأَكْثرَ وَاجْتِمَاعُهَمَا فِي وَصْفٍ أَوْ مَوْضِعٍ أَوْ نَوْعٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.
الاتِّحَادُ اشْتِراكٌ شَيْئَيْنِ فَأَكْثَرَ بِأَنْ يَصِيرَا شَيْئًا واحِدًا، وَالاتِّحَادُ يَتَنَوَّعُ إِلَى أَنْواعٍ كَثِيرَةٍ مِنْهَا: 1- اتِّحَادُ الذِمَّةِ، وَهُوَ اجْتِمَاعُ ذِمَّتَيْنِ فِي شَخْصٍ وَاحِدٍ بِأَنْ يَكونَ دَائِنًا وَمَدْيُونًا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ. 2- اتِّحَادُ المَجْلِسِ، وَهُوَ اجْتِمَاعُ متعاقدَينِ مَثَلاً فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ كَالبَائِعِ والمُشْتري. 3- اتِّحَادُ الجِنْسِ أَوِ النَّوْعِ، وَهُوَ أَنْ يَكُون شَيْئَانِ مِنْ نَوْعٍ أَوْ جِنْسٍ وَاحِدٍ كَالمَاعَزِ وَالضَّأنِ كِلاَهُمَا مِنَ الغَنَمِ. 4- اتِّحَادُ الوَزْنِ أَوِ الكَيْلِ، وَهُوَ أَنْ يَكونَ شَيْئَانِ كِلاَهُمَا يُوزَنُ أَوْ يُكَالُ. 5- اتِحَادُ الحُكْمِ، وَهُوَ أَنْ يَتَّفِقَ شَيْئَانِ فِي حُكْمٍ وَاحِدٍ كَخُروجِ الْبَوْلِ وَالغَائِطِ مَثَلًا، يَمْنَعُ كُلٌّ مِنْهَا الصَّلاَةَ. 6- اتِّحَادُ السَّبَبِ، وَمثاله أَنْ يَجْتَمِعَ سَرِقَتَانِ فِي شَخْصٍ وَاحِدٍ، وَكِلتا السَّرِقَتَيْنِ سَبَبٌ لِقَطْعِ يَدِهِ.
انْضِمَامُ وَانْدِمَاجُ شَيْئَيْنِ فَأَكْثَرَ، وَضِدُّ الاتِّحَادِ: التَّفَرُّقُ وَالتَّعَدُّدُ، وَأَصْلُ كَلِمَةِ الاتِّحَادِ مِنَ التَّوْحِيدِ، وَهُوَ الإِفْرادُ وَجَعْلُ الشَّيْءِ وَاحِدًا، وَمِنْ مَعَانِي الاتِّحَادِ أَيْضًا: الاجْتِمَاعُ والاتِّفَاقُ والاقْتِرانُ والاخْتِلاَطُ والامْتِزاجُ والتَّدَاخُلُ والاتِّصَالُ.
كون الشيئين شيئاً واحداً. وهو الاعتقاد بأن وجود الكائنات، أو بعضها هو عين وجود الله تعالى.
* معجم مقاييس اللغة : 90/6 - لسان العرب : 449/3 - بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع : (137/5) (232/2)
* كفاية النبيه شرح التنبيه : 380/8 - الـمغني لابن قدامة : 81-80/7 - حاشية الروض المربع : 304 - المعجم الوسيط : 1016/2 - لسان العرب : 449/3 - تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل : 107/1 - الملل والنحل : 31/2 -
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".