السلام
كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...
ممارسة الكهانة، أو السحر للتنبؤ بالمستقبل . ودعوى معرفة الأمور الماضية، كمعرفة مكان الضالة، والشيء المسروق . كما ورد في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ : "من أتى عرافاً فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ".مسلم :2230، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ : "من أتى عرافاً، أو كاهناً، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد ." أحمد :2/429
العِرافَةُ: عَمَلُ العَرّافِ، وهو الكاهِنُ والمُنَجِّمُ الذي يَدَّعِي مَعْرِفَةَ الغَيْبِ والمُسْتَقْبَلِ، وقِيل: العَرّافُ الذي يُخبِرُ عن الماضِي، وأمّا الكاهِنُ فَيُخْبِرُ عن الماضِي والمُسْتَقبَلِ. والعِرافَةُ: عَمَلُ العَريفِ، وهو رَئيسُ القَوْمِ والقَيِّمُ على أُمُورِهِم، سُمِّيَ بذلك؛ لأنّهُ يَتَعَرَّفُ على أحْوالِهِمْ، ولأنّهُ عُرِفَ بِذلك. ومِن مَعانِيهِ أيضاً: الطَّبِيبُ.
يُطْلَق مُصْطلَح (عِرافَة) في كتاب الجِهادِ، باب: ما يَلْزَمُ الأَمِير، ويُراد به: القِيامُ على أُمُورِ جَماعَةِ مِن النَّاسِ، وتَفَقُّدُ أَحْوالِهِم. ويُطلَق في عِلم العَقِيدَةِ، باب: تَوْحِيد الأُلوهِيَّةِ، عند الكلامِ عن الشِّرْكِ وأَقْسامِهِ، وفي باب: الإِيمان بِالغَيْبِ، ويُرادُ به: عَمَلُ العَرّافِ والكاهِنِ.
عرف
ادِّعاءُ مَعْرِفَةِ الغَيْبِ والمُسْتَقْبَلِ.
العِرافَةُ: هي العَمَلُ الذي يَقُومُ بِهِ العَرّافُ، وهو الكاهِنُ والمُنَجِّمُ الذي يَدَّعِي مَعْرِفَةَ الغَيْبِ والمُسْتَقْبَلِ، وقِيل: هو الذي يَدَّعِي مَعْرِفَةَ الأُمُورِ الغائِبَةِ عن طَريقِ الحَدْسِ والتّخْمِينِ والظَّنِّ، أو عن طَريقِ الخطِّ في الرَّمْلِ، أو قِراءَةِ الكَفِّ والفِنْجانِ، أو غيرِ ذلك، أو بِمُقَدِّماتٍ يَسْتَدِلُّ بِها على مَواقِعِها، كَمَعْرِفَةِ السّارِقِ، ومَعْرِفَةِ مَكانِ الضّالَّةِ، ونحْوِ ذلك.
العِرافَةُ: عَمَلُ العَرّافِ، وهو الكاهِنُ والـمُنَجِّمُ الذي يَدَّعِي مَعْرِفَةَ الغَيْبِ والـمُسْتَقْبَلِ.
ممارسة الكهانة، أو السحر للتنبؤ بالمستقبل. ودعوى معرفة الأمور الماضية، كمعرفة مكان الضالة، والشيء المسروق.
* المفردات في غريب القرآن : (ص 562)
* لسان العرب : (9/236)
* تاج العروس : (24/144)
* المغرب في ترتيب المعرب : (2/55)
* التوقيف على مهمات التعاريف : (ص 239)
* الكليات : (ص 773)
* الموسوعة الفقهية الكويتية : (30/32)
* نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج : (6/13)
* معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية : (2/488)
* النهاية في غريب الحديث والأثر : (2/190)
* الكليات : (ص 656) -
التَّعْرِيفُ:
1 - الْعِرَافَةُ بِالْكَسْرِ تَأْتِي بِمَعْنَيَيْنِ:
الأَْوَّل: بِمَعْنَى عَمَل الْعَرَّافِ، وَهُوَ مُثَقَّلٌ بِمَعْنَى الْمُنَجِّمِ وَالْكَاهِنِ، وَقِيل: الْعَرَّافُ: يُخْبِرُ عَنِ الْمَاضِي، وَالْكَاهِنُ: يُخْبِرُ عَنِ الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَل.
الْمَعْنَى الثَّانِي: الْعِرَافَةُ: مَصْدَرُ عَرَفْتُ عَلَى الْقَوْمِ أَعْرُفُ فَأَنَا عَارِفٌ، أَيْ: مُدَبِّرٌ أَمْرَهُمْ وَقَائِمٌ بِسِيَاسَتِهِمْ، وَعُرِفْتُ عَلَيْهِمْ بِالضَّمِّ لُغَةٌ، فَأَنَا عَرِيفٌ (1) .
وَفِي الاِصْطِلاَحِ بِالْمَعْنَى الأَْوَّل نَقَل ابْنُ حَجَرٍ عَنِ الْبَغَوِيِّ: أَنَّ الْعَرَّافَ: هُوَ الَّذِي يَدَّعِي مَعْرِفَةَ الأُْمُورِ بِمُقَدِّمَاتِ أَسْبَابٍ يُسْتَدَل بِهَا عَلَى مَوَاقِعِهَا، كَالْمَسْرُوقِ مَنِ الَّذِي سَرَقَهُ، وَمَعْرِفَةِ مَكَانِ الضَّالَّةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ (2) .
الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
أ - التَّنْجِيمُ:
2 - مِنْ مَعَانِي التَّنْجِيمِ فِي اللُّغَةِ: النَّظَرُ إِلَى النُّجُومِ (3) ، وَفِي الاِصْطِلاَحِ: هُوَ عِلْمٌ يُعْرَفُ بِهِ الاِسْتِدْلاَل بِالتَّشَكُّلاَتِ الْفَلَكِيَّةِ عَلَى الْحَوَادِثِ السَّلَفِيَّةِ (4) .
ب - الْكِهَانَةُ:
3 - الْكِهَانَةُ: هِيَ تَعَاطِي الْخَبَرِ عَنِ الْكَائِنَاتِ فِي الْمُسْتَقْبَل، وَادِّعَاءُ مَعْرِفَةِ الأَْسْرَارِ (5) .
وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْكَاهِنِ وَالْعَرَّافِ: أَنَّ الْكَاهِنَ مَنْ يُخْبِرُ بِوَاسِطَةِ النَّجْمِ عَنِ الْمَغِيبَاتِ فِي الْمُسْتَقْبَل، بِخِلاَفِ الْعَرَّافِ فَإِنَّهُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنِ الْمَغِيبَاتِ الْوَاقِعَةِ (6) أَيْ: فِي الْمَاضِي.
وَقِيل: الْكَاهِنُ أَعَمُّ مِنَ الْعَرَّافِ؛ لأَِنَّ الْعَرَّافَ يُخْبِرُ عَنِ الْمَاضِي، وَالْكَاهِنُ يُخْبِرُ عَنِ الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَل (7)
ج - السِّحْرُ:
4 - السِّحْرُ فِي اللُّغَةِ: كُل مَا لَطُفَ مَأْخَذُهُ وَدَقَّ، وَيَأْتِي بِمَعْنَى الْخُدْعَةِ، يُقَال: سَحَرَهُ أَيْ: خَدَعَهُ، قَال تَعَالَى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} (8) أَيِ: الْمَخْدُوعِينَ. أَمَّا فِي الاِصْطِلاَحِ فَلَهُ تَعْرِيفَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ، مِنْهَا مَا أَوْرَدَهُ الْقَلْيُوبِيُّ بِقَوْلِهِ: السِّحْرُ شَرْعًا: مُزَاوَلَةُ النُّفُوسِ الْخَبِيثَةِ لأَِقْوَالٍ أَوْ أَفْعَالٍ يَنْشَأُ عَنْهَا أُمُورٌ خَارِقَةٌ لِلْعَادَةِ (9) . وَعَرَّفَهُ ابْنُ عَابِدِينَ بِأَنَّهُ: عِلْمٌ يُسْتَفَادُ مِنْهُ حُصُول مَلَكَةٍ نَفْسَانِيَّةٍ يَقْتَدِرُ بِهَا عَلَى أَفْعَالٍ غَرِيبَةٍ لأَِسْبَابٍ خَفِيَّةٍ (10) . الْحُكْمُ التَّكْلِيفِيُّ:
5 - الْعِرَافَةُ حَرَامٌ بِنَصِّ الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَال: قَال رَسُول اللَّهِ ﷺ: مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُول فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِل عَلَى مُحَمَّدٍ (11) .
قَال ابْنُ حَجَرٍ: الأَْصْل فِيهِ اسْتِرَاقُ الْجِنِّ السَّمْعَ مِنْ كَلاَمِ الْمَلاَئِكَةِ، فَيُلْقِيهِ فِي أُذُنِ الْكَاهِنِ، وَالْكَاهِنُ اسْمٌ يُطْلَقُ عَلَى الْعَرَّافِ (12) . وَقَال النَّوَوِيُّ أَيْضًا: الْعَرَّافُ مِنْ جُمْلَةِ الْكُهَّانِ (13) وَالْعَرَبُ تُسَمِّي كُل مَنْ يَتَعَاطَى عِلْمًا دَقِيقًا كَاهِنًا (14) وَفِي حَدِيثِ مُسْلِمٍ عَنْ صَفِيَّةَ ﵂ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَال: مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَل لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (15) .
قَال النَّوَوِيُّ: عَدَمُ قَبُول صَلاَتِهِ مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لاَ ثَوَابَ لَهُ فِيهَا، وَإِنْ كَانَتْ مُجْزِئَةً فِي سُقُوطِ الْفَرْضِ عَنْهُ (16) .
6 - وَاخْتِلاَفُ الْوَعِيدَيْنِ: الْكُفْرِ وَعَدَمِ قَبُول الصَّلاَةِ، بِاخْتِلاَفٍ حَالَيْ مَنْ أَتَى الْكَاهِنَ أَوِ الْعَرَّافَ، فَمَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا وَصَدَّقَهُمَا فِي قَوْلِهِمَا يَكْفُرُ، لإِِشْرَاكِهِ الْغَيْرَ مَعَ اللَّهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ الَّذِي اسْتَأْثَرَ بِهِ اللَّهُ، وَمَنْ أَتَاهُمَا لِمُجَرَّدِ السُّؤَال وَلَمْ يُصَدِّقْهُمَا لَمْ يَكْفُرْ، بَل يُحْرَمُ مِنْ ثَوَابِ صَلاَتِهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا زَجْرًا (17) .
وَهَذَا مَا يَدُل عَلَيْهِ حَدِيثُ أَنَسٍ ﵁ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ: مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُول فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِل عَلَى مُحَمَّدٍ، وَمَنْ أَتَاهُ غَيْرَ مُصَدِّقٍ لَهُ لَمْ تُقْبَل صَلاَتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (18) . وَتَفْصِيل الْمَوْضُوعِ فِي مُصْطَلَحَيْ: (سِحْرٌ وَكِهَانَةٌ) . أَمَّا الْعِرَافَةُ بِالْمَعْنَى الثَّانِي فَلَمْ نَجِدْ لَهَا أَحْكَامًا فِقْهِيَّةً تَحْتَ هَذَا اللَّفْظِ وَتُؤْخَذُ أَحْكَامُهَا مِنْ مُصْطَلَحِ: (إِمَارَة) .
__________
(1) المصباح المنير.
(2) الزواجر 2 / 91، وأسنى المطالب 4 / 82.
(3) المصباح المنير ولسان العرب.
(4) حاشية ابن عابدين 1 / 30، 31
(5) ابن عابدين 1 / 31، التعريفات للجرجاني.
(6) شرح روض الطالب 4 / 82.
(7) المصباح المنير.
(8) سورة الشعراء / 153.
(9) حاشية القليوبي 4 / 169.
(10) ابن عابدين 1 / 31.
(11) حديث: أبي هريرة " من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه ". أخرجه أحمد (2 / 429) ، والحاكم (1 / 8) وصححه الحاكم.
(12) فتح الباري شرح البخاري (10 / 216) .
(13) صحيح مسلم بشرح النووي (15 / 227) .
(14) ابن عابدين 1 / 31.
(15) حديث: " من أتى عرافًا فسأله عن شيء ". أخرجه مسلم (4 / 1751) .
(16) شرح صحيح مسلم (15 / 227) .
(17) فتح الباري 10 / 17.
(18) حديث أنس: " من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد برئ. . . ". ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 118) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف، وفيه توثيق في أحاديث الرقاق، وبقية رجاله ثقات.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 32/ 30
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".