الخبير
كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...
التعفُّف عن الحرام . وشاهده قوله تَعَالَى : ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﱪ المؤمنون :1-5، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "اضْمَنُوا لي ستًّا مِن أنفسِكُم أَضْمَنْ لكُمُ الجنةَ؛ اصدقوا إذا حدَّثتُم، وأوفوا إذا وَعدتُم، وأدُّوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فُرُوجَكُم، وغُضُّوا أبصارَكُم، وكُفُّوا أيدِيَكُم ". أحمد :5/323. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ، لَا تَزْنُوا أَلَا مَنْ حَفِظَ فَرْجَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ ." الحاكم :8062
يَرِد مُصطَلَح (حِفْظ الفَرْجِ) في عِدَّة مواضِع، منها: باب: تَزْكِيَة النَّفْسِ، وباب: أَسْباب صَلاح القَلْبِ، وباب: فَضائِل الصِّيامِ، وغَيْر ذلك.
تَرْكُ الزِّنا وما يُلْحَقُ بِهِ، واجْتِنابُ كُلِّ وَسِيلَةٍ تُؤَدِّي إلى ذلك.
حِفْظُ الفَرْجِ مِن الصِّفاتِ الجَلِيلَةِ التي مَدَحَ اللهُ تعالى بها المُؤمِنِينَ، وجَعَلَ ذلك مِن سِماتِ فَلاحِهم وعَلاماتِ فَوْزِهِم فِي الدّارَيْنِ، ومعناه: التَّعَفُّفُ عن الحَرامِ، والمُراد بِالفَرْجِ: ذَكَرُ الرَّجُلِ وقُبُلُ المَرْأَةِ، ويَدْخُلُ في ذلك الدُّبُرُ. ويَحْصُلُ حِفْظُ الفَرْجِ بِعِدَّة أمورٍ، منها: الأَوَّلُ: تَرْكُ التَّعَدِّي على أَعْراضِ النَّاسِ وحُرُماتِهِم بِتَجَنُّبِ فاحِشَةِ الزِّنا واللِّواطِ ونحو ذلك. الثَّانِي: تَرْكُ كُلِّ ما يُؤَدِّي إِلَيْهِما، كالنَّظَرِ إلى النِّساءِ ومُحادَثَتِهِنَّ ونحو ذلك. وحِفْظُ الفَرْجِ لا يَتِمُّ إلّا بِبَذْلِ أَسْبابِ السَّلامَةِ والوِقايَةِ، ومِن أَعْظَمِها: 1- غَضُّ البَصَرِ عن الحَرامِ. 2- الْتِزامُ النِّساءِ بِاللِّباسِ الشَّرْعِيِّ السَّاتِرِ لِكامِلِ البَدَنِ، ومَنعُهنَّ مِن التَّبَرُّجِ والسُّفورِ. 3- مَنْعُ اخْتِلاطِ النِّساءِ بِالرِّجالِ. 4- حَثُّ الشَّبابِ مِن الذُّكورِ والإِناثِ على النِّكاحِ. 5- إِقَامَةُ الحُدُودِ الشَّرْعِيَّةِ عَلَى مَنْ وَقَع في الفاحِشَةِ.
التعفُّف عن الحرام.
* فتح الباري شرح صحيح البخاري : 9 /8 - غذاء الألباب : 2 /345 - إحياء علوم الدين : (3/101)
* غذاء الألباب : (1/85)
* نضرة النعيم : (5/1654) -
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".