الشاكر
كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...
الاسْتِئْناسُ: الاطْمِئْنانُ إلى الشَّيْءِ والثِّقَةُ بِهِ، يُقال: اسْتَأْنَسَ، يَسْتَأْنِسُ: إذا اطْمَأَنَّ. ويأْتي بِمعنى: التَّلَطُّفِ في الطَّلَبِ، وأصْلُه مِن الأُنْسِ، وهو: السُّكونُ، يُقال: أَنِسَ، يَأْنِسَ، أُنْساً، أيْ: سَكَنَ. وضِدُّه: الاسْتِيحاشُ، يُقال: اسْتَأْنَسَ الحَيَوانُ: إذا ذَهَبَ تَوَحُّشُهُ. ومِن مَعانِيه أيضاً: النَّظَرُ والاسْتِعلامُ والاِسْتِئْذانُ والاِسْتِخْبارُ.
يَرِد مُصْطلَح (اسْتِئْناس) في كتاب الأَطْعِمَةِ، باب: آداب الأَكْلِ. ويُطلَق في كتابِ الحَجِّ، باب: جَزاء الصَّيْدِ، وكتاب الصَّيْدِ والذَّبائِحِ، باب: صِفَة الذَّكاةِ، ويراد به: زَوالُ التَّوَحُّشِ من الحَيَوانِ. ويُطلَقُ في باب: آداب العِلْمِ، وباب: حُسْن المُعاشَرَةِ وغَيْرها، ومعناه: إِزالَةُ الوَحْشَةِ عن النَّفْسِ وتَرْوِيحُها.
أنس
التَّلَطُّفُ عند الدُّخولِ بِصِفَةٍ تَحْصُلُ مَعَها الطُّمَأنِينَةُ والأَمْنُ وَالسُّرورُ.
الاسْتِئْنَاسُ أَدَبٌ رَفِيعٌ مِن الآدابِ الشَرْعِيَّةِ التي أَدَّبَ الله بِها عِبادَهُ المُؤْمِنِينَ في مُعاشَرَتِهِم لِبَعْضِهِم البَعْضَ، ومعناهُ: طَلَبُ الأُنْسِ وإِزالَةُ الوَحْشَةِ عند إِرادَةِ الدُّخولِ على أَحَدٍ من النّاسِ في بَيْتِهِ، وذلك لا يَتَحَقَّقُ بِمُجَرَّدِ الإِذْنِ؛ بل لا بُدَّ لِتَحَقُّقِهِ مِن التَّرَفُّقِ والاسْتِعْلامِ، واخْتِيارِ الوَقْتِ اللاَّئِقِ وغَيْرِ ذلك مِمّا يُزِيلُ الوَحْشَةَ، ويُذْهِبُ الأَذى عن صاحِبِ البَيْتِ، كأنْ يُصْدِرَ صَوْتاً، كالنَّحْنَحَةِ ونحوِ ذلك؛ لِئَلَّا يُخِيفَ أَهْلَ البَيْتِ، أو يُصادِفَ حالَةً يَكْرَهونَ أنْ يَطَّلِعَ عليها النّاسُ.
الاسْتِئْناسُ: الاطْمِئْنانُ إلى الشَّيْءِ والثِّقَةُ بِهِ، ويأْتي بِمعنى الاِسْتِئْذان، والتَّلَطُّف في الطَّلَبِ، وأصْلُه مِن الأُنْسِ، وهو: السُّكونُ.
* نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج : (8/117)
* إحياء علوم الدين : (2/228)
* معجم مقاييس اللغة : (1/145)
* لسان العرب : (1/233)
* تاج العروس : (5/414)
* غذاء الألباب : (1/308)
* الموسوعة الفقهية الكويتية : (3/162)
* معجم لغة الفقهاء : (ص 57)
* القاموس الفقهي : (ص 28) -
:
التَّعْرِيفُ:
1 - مِنْ مَعَانِي الاِسْتِئْنَاسِ فِي اللُّغَةِ: الاِسْتِئْذَانُ. وَاسْتَأْنَسَ بِهِ: سَكَنَ إِلَيْهِ قَلْبُهُ، وَاسْتَأْنَسَ الْحَيَوَانُ: ذَهَبَ تَوَحُّشُهُ (1) .
وَلاَ يَخْرُجُ اسْتِعْمَال الْفُقَهَاءِ لِهَذَا اللَّفْظِ عَنِ الْمَعَانِي اللُّغَوِيَّةِ الْمَذْكُورَةِ.
الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
الاِسْتِئْذَانُ:
2 - الاِسْتِئْذَانُ: طَلَبُ الإِْذْنِ فِي شَيْءٍ مَا، فَالاِسْتِئْذَانُ مُرَادِفٌ لِلاِسْتِئْنَاسِ بِالإِْطْلاَقِ الأَْوَّل.
أَوَّلاً - بِمَعْنَى الاِسْتِئْذَانِ
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
3 - الاِسْتِئْنَاسُ مَطْلُوبٌ شَرْعًا فِي الْجُمْلَةِ عَلَى تَفْصِيلٍ، مَوْضِعُهُ (اسْتِئْذَانٌ (2)) .
ثَانِيًا - بِمَعْنَى اطْمِئْنَانِ الْقَلْبِ
4 - الاِسْتِئْنَاسُ بِمَعْنَى اطْمِئْنَانِ الْقَلْبِ، لَهُ صُوَرٌ مِنْهَا: الاِسْتِئْنَاسُ بِالرُّفْقَةِ فِي السَّفَرِ، وَالاِسْتِئْنَاسُ بِمَجَالِسِ الصَّالِحِينَ، وَإِينَاسُ الْمُحْتَضَرِ، وَمَنِ اشْتَدَّ بِهِ الْمَرَضُ إِذَا كَانَ يَسْتَأْنِسُ بِذَلِكَ، وَهُوَ مَطْلُوبٌ فِي الْجُمْلَةِ كَذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ خَيْرٍ وَرَحْمَةٍ، لَكِنْ إِنْ كَانَ فِيهِ ضَرَرٌ بِإِيذَاءِ صَاحِبِ الْبَيْتِ، أَوْ كَانَ ذَرِيعَةً إِلَى مَفْسَدَةٍ، فَهُوَ حَرَامٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ} . (2)
وَقَدْ أَجَازَ الْعُلَمَاءُ تَرْكَ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، إِذَا كَانَ أَدَاؤُهُمَا يُؤَدِّي إِلَى تَخَلُّفِهِ عَنِ الرَّكْبِ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ فَوَاتِ اطْمِئْنَانِ الْقَلْبِ بِالأُْنْسِ بِالرُّفْقَةِ. وَيَجُوزُ لَهُ التَّيَمُّمُ، إِذَا كَانَ طَلَبُ الْمَاءِ يُفَوِّتُ عَلَيْهِ الرُّفْقَةَ، أَوْ يَشُقُّ عَلَى الْمُحْتَضَرِ أَوِ الْمَرِيضِ. وَقَدْ فَصَّل الْفُقَهَاءُ ذَلِكَ فِي مَبَاحِثِ (التَّيَمُّمِ، وَالسَّفَرِ، وَالاِحْتِضَارِ وَالْمَرَضِ) . (3)
ثَالِثًا - بِمَعْنَى ذَهَابِ التَّوَحُّشِ
5 - يَجُوزُ تَرْوِيضُ الْحَيَوَانِ الْمُتَوَحِّشِ لِيَسْتَأْنِسَ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَصْلَحَةِ، مِنْ كَوْنِهِ يُنْتَفَعُ بِجِلْدِهِ أَوْ عَظْمِهِ أَوْ لَحْمِهِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَيَتَرَتَّبُ عَلَى اسْتِئْنَاسِ الْحَيَوَانِ الْمُتَوَحِّشِ آثَارٌ مِنْهَا: أَنْ تَكُونَ تَذْكِيَتُهُ كَالْمُسْتَأْنِسِ، إِنْ كَانَ مِمَّا يَحِل أَكْلُهُ، وَتَجْرِي عَلَيْهِ كُل أَحْكَامِ التَّصَرُّفَاتِ الَّتِي تَجْرِي عَلَى سَائِرِ الْحَيَوَانَاتِ الْمُسْتَأْنِسَةِ. وَلِتَفْصِيل ذَلِكَ يُرْجَعُ إِلَى مَبَاحِثِ (الذَّكَاةِ وَالصَّيْدِ) . (4)
__________
(1) المصباح المنير، ولسان العرب مادة: (أنس) .
(2) سورة الأحزاب / 53
(3) بدائع الصنائع 1 / 186 ط زكريا يوسف، وابن عابدين 1 / 384 ط بولاق الأولى، وحاشية الجمل 1 / 199 ط إحياء التراث العربي، والمغني 1 / 239 ط السعودية، وحاشية الدسوقي 1 / 149، 150 ط دار الفكر.
(4) ابن عابدين 5 / 298 - 305، والدسوقي 2 / 103 - 109، ونهاية المحتاج 8 / 117، والمغني مع الشرح الكبير11 / 26
الموسوعة الفقهية الكويتية: 162/ 3
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".